بسم الله الرحمن الرحيم
الوسيلة الأولى :
أول هذه الوسائل هل تحب أن تصوم رمضان مرتين ؟ كيف ؟
الإجابة : تكون في حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم قال: " من فطـّر صائما كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء " [1] رواه الترمذي و النسائي و ابن ماجه وابن خزيمة و ابن حبان في صحيحيهما و الحديث حسن قال عنه الترمذي حسن صحيح و هو صحيح كما قال , و لهذا أي لهذا الأجر و لصيام رمضان مرتين كما فـُهِمَ في تفطير الصائمين صور , من هذه الصور تفطير الصائمين من المسلمين في الخارج فهل تصدق يا أخي الحبيب أن عشر ريالات تفطر صائما في اليوم الواحد , إذا ففي الشهر كم ثلاثمائة ريال إذا فإذا أردت أن تصوم رمضان مرتين عليك أن تدفع ثلاثمائة ريال و تنال أجر تفطير صائم . ثم صورة أخرى تفطير الجاليات المسلمة الموجودة في البلد أو المدينة من خلال مساجد الأحياء و هذه مشهورة في كثير من مساجد و أحياء هذه المدينة و لكن نريد المزيد و نريد أيضاً التخطيط و التنظيم فلو رافق هذا التخطيط التوجيه والإرشاد وعقد الدروس قبل الإفطار على الأقل بساعة لكان هذا شيئا جيداً يضاف إلى هذا الإفطار وإلى هذا العمل العبادي , ثم أيضاً لو قامت مكاتب دعوة الجاليات مشكورة بتبني هذه الفكرة أقصد بتبنيها عموما بتخطيط وتنظيم مجدول يشرف عليها المكتب في جميع مساجد أحياء المدينة وأيضا يشرف على الدروس وتوفير المدرسين باللغات المختلفة أو الترجمة ويصاحب هذا توزيع الأشرطة والرسائل والكتيبات التي تناسب لغة أولئك القوم ولا شك هذا متوفر في هذا الزمن ولله الحمد وبكثرة في جميع اللغات .
ثم أيضا صورة ثالثة قد يكون تفطير الأقارب الأسر والجيران و في هذا الصيام كما ذكرنا لرمضان مرتين وفيه صلة رحم و بر .
الوسيلة الثانية :
يَكثـُر المحسنون و المتصدقون خلال هذا الشهر و القلوب مهيأة لجميع أبواب الخير و في رمضان خاصة تكثر المناسبات خاصة في الإفطار لكثير من الأسر , وهذه المناسبات تجمع أعداداً كبيرة من الرجال و النساء فلم لا يستغل هذا !! الجمع كيف ؟؟ يستغل بالبذل و العطاء و لجمع الصدقات من خلال صناديق صغيرة توضع عند الرجال وعند النساء ولا شك أن هذا باب عظيم لو جرب لكثير من الأسر والعوائل لوجدنا خيرا كثيرا , و قد جربه كما أشرت في بعض الدروس أحد الشباب و نجح نجاحا باهراً مع أسرته فجمع أموالاً نسأل الله جل و علا أن يجزيه عنا و عن المسلمين خير الجزاء .
فلعل هذا الأمر إن جُرِب فإن حال المسلمين اليوم في كل مكان و في كل قطع من أقطاع المعمورة حالة يرثى لها و إن كان هناك كثير من المبشرات و لله الحمد و المنة , ولكننا أيضا نريد أن نشعر بالجسد الواحد و أن نقف مع المسلمين وقفة صادقة لنكون كما أخبر النبي صلى الله عليه و على آله و سلم في ذلك المثل في ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )[2] , ولا بأس أن يكتب حتى يتجه النية للمتصدق على هذه الصناديق إما للفقراء والمساكين في الداخل أو يكتب عليها أيضا للمسلمين في الخارج أو ما شابه ذلك .
الوسيلة الثالثة :
استغلال آخر كل أسبوع من رمضان , رمضان أربعة أسابيع نريد من الشباب من أصحاب السواعد الفتية و العضلات القوية نريد منهم في نهاية كل أسبوع من أسابيع رمضان أن يتجهوا للقرى والهجر في توزيع الإعانات و إطعام الطعام و القيام على المساكين في تلك القرى و الهجر و توعية أهلها عبر الكلمات و خطب الجمع و توزيع الأشرطة والرسائل .
نتمنى حقيقة أن نجد من أصحاب الهمم و السواعد الفتية و من شباب الإسلام ومن تعلق قلبه بالجنان ألا يـُترك أسبوعاً من أسابيع رمضان في هذا الشهر إلا و تنطلق فئات الشباب محملون بكل خير و لو نظم هذا الأمر أيضاً و خطط له وطـُرِح بقوة و رُكِب له من قبل مكاتب الدعوة و الجمعيات الخيرية لرأينا شبابنا أفواجاً , فإننا نـُحسن الظن كثيراً و لله الحمد و المنة بهم و قد رأينا كثيراً من نشاطاتهم و لكننا نريد أن نستغل توجه القلوب إلى الله جل و علا في هذا الشهر المبارك فلا نريد الخمول و الكسل و الجلوس بين الأولاد و الأزواج و ترك هذا الأمر العظيم و نترك كثير من المسلمين و من أهل البادية في جهل عظيم .
الوسيلة الرابعة :
وهي من الاقتراحات العامة الزيارات من قبل الدعاة و طلبة العلم و الصالحين و محبي الخير من شباب الصحوة للأرصفة و تجمعات الشباب و الجلوس معهم و تقديم الهدايا والأشرطة والكتيبات لهم . فإن هؤلاء الشباب يشكون هجركم أيها الأحبة بل ويتهمونكم بالتقصير بل ولكم سبب كبير في غفلتهم وبعدهم عن الله كما ذكر ذلك كثير منهم و يعتذرون بالخجل و الحياء منكم و إلا لجاءوا بأنفسهم إليكم كما قال كثير منهم . و أتمنى أيضا لو قامت مكاتب الدعوة و الإرشاد بالإعلان عن مثل هذا المشروع قبل رمضان و تسجيل الأسماء وترتيب جدول لزيارات و يكون ذلك كما ذكرت قبل دخول شهر رمضان.
الوسيلة الخامسة :
وهي من التوجيهات العامة أيضاً إذا كنت ممن أبتـُلِىَ ببعض وسائل الأعلام في بيتك فلماذا لا تفكر أخي الحبيب ويا ولى الأمر لماذا لا تفكر بعقد هدنة مع أهلك وأولادك خلال هذا الشهر المبارك بهجرها والابتعاد عنها و عزلها ؟؟ و ذلك بالترغيب و بالكلمة الطيبة و بالتذكير بعظمة هذه الأيام على الأقل خلال هذا الشهر و لعلها إن شاء الله أن تكون بداية النهاية ولا شك أن رمضان من أعظم المناسبات لتربية النفوس و إن لم تستطع خلال هذا الشهر أن تعزل أهلك ولو لشهر واحد من السنة فمتى إذن !! خاصة و أن النفوس كما ذكرنا مهيأة و الشياطين مصفدة فحاول يا أخي الحبيب و استعن بالله تعالى و كن صادقاً من قلبك ستجد إن شاء الله العون وستجد الإجابة و الإعانة من الأهل و الأولاد بل و ستجد إن شاء الله الإعانة ممن يكونون حولك من أهل الحي , فلعلنا نرى إن شاء الله هذه الصفة المميزة خاصة و أننا نرى في شهر رمضان تخطيط أعداء الإسلام لأولادنا و نسائنا .
لا أعلق و لكني أقول انظروا للبرامج المنشورة في وسائل الإعلام هذه الأيام برامج أقصد شهر رمضان تجدون عجباً . وأيضاً أتمنى أن يكون ذلك أيضاً بأن تفكر كثيراً أن تتوقف خلال هذا الشهر المبارك عن شراء المجلات و الجرائد حتى و لو كانت مباحة فإن السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم و من سار على نهجهم يهجرون حِلق التحديث و التعليم ليتفرغوا في رمضان لقراءة القرآن و النظر فيه و العبادة و لقيام الليل أفلا نستطيع أن نهجر الجرائد و المجلات خلال هذا الشهر فقط ؟؟!!! .
الوسيلة السادسة :
أوقات الإفطار وقبل الأذان بدقائق لحظات ثمينة و دقائق غالية من أفضل الأوقات , من أفضل الأوقات للدعاء و سؤال الله سبحانه وتعالى وهي من أوقات الاستجابة كما تعلمون و العبد صائم مقبل على الله منكسرة نفسه و مع ذلك يغفل كثير من الناس عن هذه اللحظات خاصة الأسر عند الاجتماع على الإفطار في الحديث و بالذهاب و الإياب و تجهيز وجبات الإفطار .. فلماذا لا نتدافع أيها الأحبة بفضل و استغلال هذه اللحظات و الحرص عليها برفع الأيدي و الأكف و التضرع إلى الله سبحانه و تعالى ؟؟ .
راقب هذه اللحظات و ستجد الغفلة العجيبة من كثير من الناس و العجيب أيضاً أننا نرى التجمعات و الجلسات في الطرقات و عند الأبواب من بعض الشباب لا بل أقول أيضاً من بعض الآباء و إذا مررت في أحد الشوارع فانظر يمنة و يسرة ستجد تلك التجمعات و تستمر و للأسف هذه التجمعات حتى قبيل الغروب إن لم يكن إلى الأذان سبحان الله هذه اللحظات الغالية أوقات الدعاء و الاستجابة و التفرغ يغفل عنها أهل التوحيد و كلنا بحاجة إلى الله جل و علا و إلى سؤال الله سبحانه و تعالى و الموفق من وفقه الله تعالى .
الوسيلة السابعة :
بر الوالدين و القرب منهما في هذا الشهر و قضاء حوائجهما و طاعتهما و محاولة الإفطار معهما فبعض الشباب تجده كثير الإفطار في بيته أو عند أصحابه ولا يجلس مع والديه أو يفطر معهما إلا قليلاً , ولا شك أن برهما من أعظم القربات و العبادات إلى الله تعالى كيف لا و قد أقر سبحانه و تعالى حقهما بتوحيده و عدم الإشراك به جل و علا .
و من صور التقصير أيضاً في حق الوالدين خلال هذا الشهر المبارك قد تجد الفتاة تكثر من النوم في النهار و السهر في الليل أو حتى بالخروج أو نقول حتى بقراءة القرآن و الأم لوحدها في المطبخ لإعداد وجبات الفطور والسحور و ربما لو أن الأم أمرت أو نهت تلك الفتاة لوجدت أن تلك الفتاة صاحت و انهالت على أمها بالكلام .
ونغفل عن هذه العبادة العظيمة التي يجب أن نحرص عليها لاستغلال هذا الشهر المبارك ولا شك إن الأجر مضاعف في هذا الشهر فلعل مثل هذا الأمر ينتبه إليه إن شاء الله .
الوسيلة الثامنة :
النوم في ليالي رمضان يعين كثير على استغلال كثير من الأوقات الفاضلة كبعد صلاة الفجر مثلا أو قبل السحر , و نحن نرى المساجد بعد صلاة الفجر بدأت تـُهجر بعد أن كانت في رمضانات مضت تمتلئ بالتالين و الذاكرين مما يشجع بعض أو كثير من الناس للمكوث بعد صلاة الفجر في المسجد مع الناس لكننا نرى المساجد في هذا الوقت نراها و هي شبه خاوية لسرعة خروج المصلين و لو أن الإنسان - لا شك – نام شيئًا في ليل رمضان لكسب الكثير من الأوقات و لأحيى هذه السنة المباركة في الجلوس بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس .
الوسيلة التاسعة :
وما زلنا في التوجيهات والأفكار و الوسائل العامة إذا كنت ممن أبتـُلِىَ بمعصية أو فتنة و اعتادت عليها النفس و ألفتها و أصبح الفراق عليها صعباً و ثقيلاً فإن رمضان فرصة عظيمة للصبر و المثابرة و مجاهدة النفس عن تلك الفتنة , فالشياطين مصفدة و النفس منكسرة و الروح متأثرة و الناس من حولك صيام قيام إذاَ الأجواء والظروف كلها مهيأة للابتعاد و هجر هذه الفتنة و هذه المعصية , فمثلاً التدخين في رمضان التدخين فرصة عظيمة للمدخنين في هجر و ترك التدخين و تدريب النفس على الابتعاد عنه , و كذلك العادة السرية التي يشكو منها كثير من الشباب و كذلك مشاهدة الحرام أو الغيبة أو النجوى أو استماع الغناء أو بذاءة اللسان أو غيرها من الإستيائات نسأل الله جل و علا أن يحفظنا و إياكم و أن يعين أصحابها على هجرها و تركها إن شاء الله .
فأقول لك يا أخي الحبيب استعن بالله سبحانه و تعالى و كن صاحب عزيمة و همة عالية فلا تغلبك تلك الشهوة أيجوز أن تكون مسلماً موحداً و تغلبك سيجارة و الله إن هذه هي الدناءة نسأل الله العافية , ثم أيضاً عليك بالإكثار من الدعاء والالتجاء إلى الله سبحانه و تعالى فانه خير معين و اصبر و صابر واحتسب وحاسب النفس و ستجد إن شاء الله انك تغلبت على هذه الشهوات المحرمة .
الوسيلة العاشرة :
السواك و اسمحوا لي كما ذكرت بأن أواصل و باختصار و بسرعة لهذه الوسائل و هذه الأفكار وكما ذكرت إنها بلغت أربعين لعلنا إن شاء الله تأنى عليها و بدون أن يضايقنا يكون الوقت .
الوسيلة العاشرة السواك سنة مؤكدة في كل وقت في رمضان لعموم الأدلة , لكنها كغيرها من العبادات في مضاعفة الأجر و طلب الثواب لمناسبة الزمان , و هي من أهم أبواب الخير التي يغفل عنها أيضاً في رمضان , و منافع السواك كثيرة و فيه من الأجر و الثواب العظيم و كما ذكرنا يغفل عن هذا خاصة من النساء , فإنك لا تكاد ترى أو تسمع هذه السنة بين النساء و أنت تنظر لزوجك أو بناتك أو أخواتك و ترى قلة وجود السواك بين الأصابع .
و قد كانت كثير من الصالحات من الصحابيات رضوان الله تعالى عليهن و أيضاً من غيرهن ممن سار على سلفهن يداومون على هذه السنة . ومن الطريف أن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه دخل يوما على زوجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم فوجد في فيها عود من الأراك فأراد أن يداعبها والشاهد إنها كانت تستاك رضي الله تعالى عنها وهذه قصة و مثال نسوقه لأخواتنا من الصالحات ومن بناتنا لعلهن إن شاء الله أن يقتدين بتلك الصالحات . فأقول فأراد أن يداعبها رضي الله تعالى عنه فقال لها هذين البيتين الجميلين قال لها مداعبا و هو يخاطب عود الأراك :
لقد فزت يا عود الأراك بثغرها أما خفت يا عود الأراك أراك
لو كنت من أهل القتال قتلتك ما فاز مني يا سواك سواك
و هذه من مداعبة أيضاً الأزواج لزوجاتهم .
و لو قام بعض أهل الخير و المحسنين بتوفير أعداد كبيرة من السواك في هذا الشهر المبارك وتوزيعها على المساجد بين المسلمين خلال هذا الشهر لكان ذلك إحياءاً لهذه السنة التي غفل عنها كثير من الناس .
أخوكم في الله طلبة بلال
لا تنسوا دعواكم لنا
_________________